kanaan
| موضوع: شفرة دافنشي الثلاثاء أغسطس 07, 2007 6:21 am | |
| شفرة دافنشي أخذت رواية دان براون «شيفرة دافنشي» من الانتشار والتقريظ أكثر مما تستحقه حبكة بوليسية مثيرة، والسبب موضوعها، فقد اقترب ذلك الكاتب من قدس الأقداس وحاول نسف المسيحية من جذورها لصالح الديانة اليهودية مستخدما رموز تاريخ الفن، أما الاسلام فلا يشار اليه في رواية من ستمائة صفحة إلا ثلاث مرات تخدم الأسلوب الرمزي وتعطيه شرعيته التاريخية. فقبل دافنشي، الذي أخفى الكثير من الألغاز والأسرار في لوحاته وكتبه، بأربعة قرون، قام فيلسوفنا الكندي، كما يقر بذلك المؤلف، باستخدام شيفرات كثيرة في نصوصه بحيث لا يصل المعنى الحقيقي إلا الى من يفك تلك الشيفرات والرموز. لقد وقف هذا الكاتب الذكي على الصراط الذي يفصل المخيلة الروائية عن الحقائق التاريخية والدينية، وكان يقفز مرة الى هنا وأخرى الى هناك، وبذا يستطيع أن يقول لمن يغضب منه من رجال الدين المسيحي: أنا مجرد روائي استخدم مخيلتي فلا تأخذوا ما أقوله على محمل النص التاريخي أو الديني، ويغمز في اللحظة ذاتها للملاحدة والمشككين ليؤكد لهم أنه يقدم تلك المعلومات التاريخية كلها لينسف المعتقدات السائدة حول واحدة من أعرق وأقدم الديانات السماوية. ولإحداث ذلك التأثير المزدوج والملتبس في نفسية القارئ، يقدم الكاتب قبل الدخول في العالم الروائي صفحة يعنونها باسم «حقيقة»، يؤكد فيها انه تم العثور في المكتبة الوطنية في باريس عام 1975 على لفيفة اسمها «دوسيه الأسرار» وفيها أسماء أعضاء بارزين من الجمعية السرية المعروفة باسم «رهبانية سيون»، بينهم ليوناردو دافنشي واسحق نيوتن وساندرو بوتيشيلي وفيكتور هيغو. أما المعلومة الثانية في صفحة الحقيقة، فهي ان منظمة طريق الرب الكاثوليكية (أوبس دي)، أكملت مبناها الرئيسي الذي يقع في الرقم 243 في ليكسينغتون أفنيو بنيويورك، بكلفة 47 مليون دولار. وهذه المنظمة مع الرهبانية هما محور الصراع الثنائي في رواية تستعيد بأسلوب معاصر طقوس الشر والخير والظلمة والنور والسالب والموجب والين واليانغ وما الى ذلك من تقاليب وثنائيات أشتهرت بها الديانات الوثنية التي سبقت التوحيد. والاضافة التي تكمل هذا الشرك الذي ينصبه المؤلف للمؤمنين والمشككين معا، ان جميع الأوصاف الواردة في الرواية للاعمال الفنية وللوحات وللأبنية التاريخية من كنائس ومتاحف هي أوصاف حقيقية دقيقة تبدأ في متحف اللوفر في باريس لتصل في آخر الرواية الى كنيسة روزلين جنوب أدنبره الاسكوتلندية مع المرور على كنيسة ويستمنستر آبي اللندنية التي تبلغ عندها الرواية ذروة عالية من ذروات تطور حبكتها المثيرة لوجود قبر اسحق نيوتن فيها. ولن أقدم تلخيصا للرواية حتى لا أفسدها على من يطالعونها وهم كثر، فقد تجاوزت مبيعاتها عشرة ملايين نسخة في غضون أشهر، لكني سأحاول أن أشير من خلال تاريخ الفن والعقائد الى بعض المحطات الأساسية التي اعتمد عليها الكاتب في صنع ذلك العمل الروائي المدوي الذي كان وقعه على العالم المسيحي الغربي وقع القنبلة، لدرجة ان عدة كرادلة في الفاتيكان انتقدوا الرواية علنا متجاهلين المحاولات العديدة لمؤلف «شيفرة دافنشي» لتبرئة الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة من ارتكاب جرائم دموية واغتيالات كتلك التي تم اثباتها تاريخيا في العصور القديمة والمتوسطة. يفترض دان براون في روايته ان «رهبانية سيون»، التي ثبت أيضا وجودها التاريخي بالوثائق، ما هي إلا امتداد حديث لجمعية «فرسان المعبد»، التي أنشئت عام 1099 ميلادي، أي أثناء الغزوة الصليبية الأولى التي ذهبت إلى بيت المقدس لتستعيده من المسلمين. وأهمية هذه الجمعية في الأدبيات المسيحية التقليدية انها عثرت، حسب المزاعم، على الكأس التي شرب منها المسيح عليه السلام في العشاء الأخير، ثم جمع فيها تلاميذه دمه. تلك الكأس التي ظل المسيحيون الغربيون يؤمنون بوجودها الحقيقي، أخفاها «فرسان المعبد» بعد أن أحضروها من بين أنقاض هيكل سليمان في فلسطين منذ القرن الثاني عشر، في مكان ما في أوروبا، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عمليات البحث عنها لأن من يعثر عليها تكون له سلطة أقوى من سلطة الفاتيكان، وهذا البحث المستمر عن الكأس هو محور الرواية، مع فارق ان الكاتب يحيل الكأس الى المستوى الرمزي وذلك ما سنفصله لاحقا أثناء الحديث عن استراتيجية الاستقواء بالنساء.
محيي الدين اللاذقاني
| |
|
ابو خميس
| موضوع: رد: شفرة دافنشي الثلاثاء أغسطس 14, 2007 2:17 pm | |
| | |
|
نضال
| موضوع: رد: شفرة دافنشي الجمعة أغسطس 24, 2007 8:25 am | |
| | |
|